thumbnail (5)

النّاقد الطّلائعيّ المرحوم حسين الواد سنة 1971

22339472_10210640172863740_2120748409600609212_o

22291487_10210640171183698_9162963066577443813_o

thumbnail (6)

محمّد صالح بن عمر كاتب هذا المقال سنة 1971

thumbnail (4)

رسالة المرحوم حسين الواد الأولى

thumbnail (3)

رسالة حسين الواد الثّانية(الوجه)

thumbnail (2)

رسالة المرحوم حسين الواد الثّانية(القفا)

thumbnail (7)

بطاقة المطعم الذي اشتغلت فية في صائفة 1971 بباريس

لن أتحدّث في ما سيلي عن المرحوم حسين الواد الأستاذ الجامعيّ بل عنه حين كان طالبا بكلّية الآداب والعلوم الإنسانيّة  في نهاية السّتّينات و بداية السّبعينات.ففي تلك الفترة كان المرحوم حسين قصّاصا شابّا ينشر  قصصه بمجلّة”الفكر” الذّائعة الصّيت وكنت أنا والمرحوم الهادي بوحوش أحد أصدقاء الطّفولة نكوّن ثنائيّا نقديّا.لكنّ بوحوش سرعان ما انسحب من الوسط الأدبيّ لعدم تحمّله الحقد الدّفين الذي يكنّه الشّعراء والكتّاب للنّقّاد.ففي ذلك الوقت بالذّات وفي جلسة غير مبرمجة جمعت بيني وبين المرحوم حسين الواد والشّاعر حمّادي التّهامي الكار – وهو من أصدقاء الطّفولة أيضا وكان طالبا مثلنا بالكلّيّة نفسها لكنْ في قسم علوم التّربية  – قرّرنا تكوين ثالوث وإنشاء صفحة أدبيّة بجريدة أسبوعيّة اسمها”الأيّام” كنت أعرف صاحبها وهو المرحوم محمود الزّغني الذي كان صحافيّا أصيل مدينة الكاف.

.وقد اخترنا لهذا المنبر الجديد اسمالتّجاوزات”  – وهو لفظ ورد في عنوان آخر مقال لي آنذاك ” التّجاوزات الثّلاثة” – وقرّرنا ألاّ ننشر في صفحتنا إلاّ الشّعر المنثور والقصّة التّجريبيّة والمقال النّقديّ الذي تُستخدم فيه المناهج الحديثة ( الشّكلانيّة والبنيويّة والنّصّانيّة والتّحليل النّفسانيّ والتّحليل السّوسيولوجي …) والنّصوص المترجمة من المؤلّفات اللّسانيّة والسّيميائيّة.
ولإقامة الدّليل للوسط الأدبيّ على نزاهتنا وتفتّحنا اتّفقنا على السّماح للكلاسيكيّين والكلاسيكيّين الجدد بإبداء آرائهم في اتّجاهنا وفي النّصّوص التي ننشرها .ومن الشّعراء والكتّاب المنتمين إلى هذين الصّنفين الذين فتحنا لهم أعمدة صفحتنا الشّعراء الصّادق مازيغ ونور الدّين صمّود وعبد الرّحمن الكبلوطي وعبد الله الكحلاوي.
أمّا الشّعراء والكتّاب المجدّدون الذين نشرنا لهم فكثيرون أذكر منهم عزالدّين المدنيّ وسمير العيّاديّ ومحمّد الحبيب الزّنّاد والطّاهر الهمّامي وعبد السّلام خْرُوف وعبد الرّحمن أيّوب ووحيد الخضراوي وتوفيق الزّيديّ ومحمّد المديونيّ ومحسن بن العربيّ
لكنّ صحيفة”الأيّام “لم تلبث أن أخذ أعداؤها يترّبصون بها الدّوائر .

وقد بدأ ذلك في صحيفة كانت منافسة لنا هي “المسيرة” لصاحبها سالم كرير المرزوقي الذي سيصير في ما بعد صديقا .فكانت تطلع على القرّاء كلّ أسبوع بمقالات عنيفة يتّهمنا فيها محرّروها بالتّطرّف ،لا الثّقافيّ فقط بل السّياسيّ أيضا والحال أنّ فريقنا و إن كان احتجاجيّ المواقف فقد كان مستقلاّ استقلالا تامّا .وهو خطّ لم أحد عنه شخصيّا حتّى اليوم.

وذات يوم ،أعلمنا صاحب الجريدة المرحوم محمود الزّغني أنّ مجموعة من الأدباء بعثوا برسالة إلى وزارة الدّاخليّة اتّهمونا فيها بأنّنا ننتمي إمّا إلى نحلة من أ قصى اليسار وإمّا إلى حزب البعث العراقيّ و أنّه  تمكّن من معرفة شخص واحد منهم .وهذا الشخص كان يحرّر ركنا أسبوعيّا بجريدة “العمل” لسان الحزب الدّستوريّ الحاكم (نتحفّظ على ذكر اسمه رحمه الله). ولقد شاع خبر تلك الرّسالة في الوسط الأدبيّ بسرعة لكنّ أسماء بقيّة الممضين بقيت مجهولة.

ومن جهة أخرى كانت السّلطة تنظر إلى مدير الجر يدة محمود الزّغني نظرة سيّئة ، لأنّه وإن كان ينتمي إلى الحزب الحاكم ويعمل في جريدته “العمل” فقد كان متعاطفا مع أحمد المستيري – وهو وزير سابق للدّاخلية أقيل من منصبه لاحتجاجه على غياب الدّيمقراطية داخل النّظام .
وفي يوم من أيّام شهر جوان/حزيران  1971 تسلّل شخص مجهول ليلا إلى المطبعة التي كانت جريدة “الأيّام” تُطبع فيها – وهي مطبعة جريدة “العمل” – ودسّ ضمن المقالات المقدَّمة للطّباعة مقالا لا أخلاقيّا فظيعا تقشعرّ منه الأبدان.
ومن الغد صدر ذلك العدد من الجريدة .فأوقفته أجهزة الأمن وسحبته من الباعة .ثمّ أصدر القضاء حكما بمنع الجريدة برمّتها.فتوقّفت عن الصّدور.

 لقد أثّرت فيّ تلك الحادثة أيّما تأثير.فقرّرت مغادرة البلاد ومواصلة دراستي بفرنسا.

وفي يوم سفري بينما كنت أستعدّ لمغادرة البيت، إذ جاءني المرحوم حسين طالبا منّي بعض الكتب في علم الإنشائيّة كان يحتاجها لإعداد رسالته في شهادة الكفاية في البحث(معادلة للماجستير). فتركته مع أفراد عائلتي وقلت له ” هذه مكتبتي أمامك فخذ منها ما شئت من الكتب واترك لي قائمة فيها” وانصرفتُ.

لكنْ في شهر سبتمبر/أيلول وصلتني رسالة من عائلتي تعلمني فيها بأنّ والدي مر ض ودخل المستشفى .فما كان منّي إلاّ أن تخلّيت عن  قراري مواصلة دراستي بجامعة السّربون وعدت سريعا إلى تونس.

وفي الفترة التي قضّيتها بباريس اتّصلت من المرحوم حسين الواد برسالتين هما التّاليتان:

 

 

الرّسالة الأولى :

 

                                           تونس في  8/8/ 1971

 

أخي محمّد

 

اتّصلتُ بالبطاقة البريديّة وبالرّسائل وأشكر لك عنايتك.هذا وقد اتّصلتُ من ناحية أخرى بالنّسخ المطابقة للأصل  وأوصلت الأوراق التي في الملفّات إلى العيّاري(1)، واتّفقت بعد هذا وذاك مع الأستاذ بكّار(2)على الموضوع التّالي :”تحليل هيكليّ شكليّ للجانب الرّوائيّ في رسالة الغفران لأبي العلاء المعرّي” وشرعتُ في العمل واصطدمت بالصّعوبات وكاد اليأس يتسرّب إلى قوّاي..

ثمّ كانت بعد ذلك التّسمية ، وإنّها لصدمة : زغوان ..مدرسة ترشيح المعلّمين(3).فلا أنا بتونس والعمل ولا أنا بادّخار المال والكسل .هذا وقد بلغني أنّ سالم ونيّس(4) سميّ بقرطاج وأنّ غيره سُمّي بمكثر وبقفصة.هذا ما بلغني إلى حدّ الآن.

على كلّ لستُ راضيا عن قرار مجلس التّعيين ولسوف أقوم ببعض الاتّصالات في هذا الشّأن وقد ضاع اليوم صباحٌ كامل في ذلك دون جدوى.

وأعلمني عبد الرّحمن(5) أنّك تعمل في بار(حانة)(6)وأرجو ألاّ يكون ذلك مرهقا و إن كان في الإرهاق ترّبصٌ (أي تدرّب)  على ما قد نصطدم به من مشاقَّ.ولكنّي أرجو أيضا أن ينفلق عليك أنبوب البيرّة حتّى  إذا غرقتَ في بحرها كنتَ من الشّهداء وعنه قد قيل “من ماتَ غرقا في بحر البيرة كُتبت له الجنّة من غير حِساب”.ولعلّك في الجنّة مصادف المعرّي ورسالته.

بعد هذا حبّذا لوتتمكّن من الحصول على عنوان  Tzetan Todorov وجماعته وكذلك (Roland Barthes  (7) لأنّي أنوي السّفر إلى باريس في عطلة الشّتاء وأنوي مقابلة بعضهم.

 

هذا وا لسّلام

 

الهوامش :

1-  العيّاري ،فيما أذكر، كان موظّفا بكلّيّة الآداب وقد طلب منّي إثر نجاحي في امتحانات السّنة الثّالثة أن أمدّه بنسخ من دروسي ليسلّمها إلى المنجي الفقيه .وهو وال سابق  على جهة القيروان في عهد الوزير الاشتراكيّ أحمد بن صالح .فحين أقيل ابن صالح وحوكم وسجن حوكم معه المنجي الفقيه وسجن ثمّ أفرج  عنه فقرّر إكمال دراسته بكلّيّة الآداب .وكنت في تلك الفترة صديقا لشقيق ذلك الوالي وهو بلحسن الفقيه.

2- الأستاذ توفيق بكّار  : من أهمّ أساتذة الأدب الحديث في الجامعة التّونسيّة اشتهر بثقافته النّقديّة الحديثة الواسعة المعمّقة وحسن استخدامه لمناهج النّقد الحديث في دروسه.

3- لا يقصد حسين بالصّدمة أنّه يترفّع عن التّدريس بمدينة زغوان بل إنّ الموضوع الذي اختاره لرسالته كان يقتضي بقاءه بالعاصمة لأنّ كلّ مراجعه حديثة جدّا ولا توجد إلا عند بعض الأفراد منهم أنا  والصّديق سالم ونيّس وفي مكتبة البعثة الفرنسيّة بتونس.

4- سالم ونيّس من قصّاصي حركة الطّليعة الأدبيّة في تونس وقد خصّصت له فصلا في كتابي اتّجاهات القصّة الطّلائعيّة بتونس (تونس 2005) .كوّنا أنا وهو وحسين الواد خليّة بحث أنجزت أولّ ندوة عن البنيويّة والأدب في الوطن العربيّ .وقد التأمت تلك النّدوة في شهر مارس/آذار 1972 بدار الثّقافة ابن خلدون ونشرت أشغالها في العدد الثّامن من مجلّة “ثقافة”.

5-عبد الرّحمن المراصي :صديق من أصدقاء الطّفولة لحسين الواد وابن بلده المكنين .  كان صديقا  مشتركا لنا وكان يقيم بباريس على نحو مستمرّ.

6- لم أعمل في حانة كما جاء في رسالة حسين بل في مطعم كبير اسمه “المحلّ المثاليّ” La modèle ” وكان ككلّ المطاعم الفرنسيّة يقدّم الخمر لطالبيه من الحرفاء.

7- حاولت الاتّصال بتودوروف وبارط وجوليا كريستيفا لكنّهم كانوا في ذلك الوقت يقضّون عطلتهم  بعيدا عن باريس.لكنّي اتّصلت بمقرّي مجلّتي “كما هو” ( Tel quel ) وغَيِّرْ”(Change)  لصاحبيهما فيليب سولارز(Philippe Sollers)  وجان بيار فاي (Jean- Pierre Faye )  وتسلمت منهما آخر الأعداد قبل وصولها إلى تونس .وحين جاء سولارس إلى تونس  سنة 1974 ألقى محاضرة بمقرّ البعثة الفرنسيّة ذكرني فيها  كما ذكر عزّ الدين المدنيّ .

 

****************************************************************************

 

الرّسالة الثّانية :

                                         تونس في 28/8/1971

ّ

أخي محمّد

 

أبدأ فأعلمُكَ أنّي ابتعدتُ عن جوّ “اليُدباء”(1) بتونس لأنّه جوّ مفعم بالانتهازيّة، بالقذارة ، بالحسد والجهل وأصناف السّخافات(2) .وأنا آسف عن الوقت الذي قضّيته في الاختلاط بهم وسأجعلك تتخلّص منهم بدورك(3) لأنّهم قتلٌ للمواهب وانتحارٌ للعزائمِ ولحبِّ العمل.

أمّا حسن حمادة(4) فكنتُ ألتقي به مرّة في الأسبوع بمقرّ جريدة”الصّباح”وبدأت أسعى للهيمنة على العبيدي(5) وبالتّالي سعيتُ لدخولنا  إلى الصّباح لمّا يخرج ملحقها الثّقافيّ (6)إلاّ أنّه أخذ عطلته السّنويّة ولسوف ألتقي به في غضون الأسبوع المقبل.

إنّ لحياتي اليوميّة هذا النّمط: أقوم مع العاشرة،أطالع حتّى الحادية عشرة والنّصف ثمّ أذهب إلى المطعم(7) وأعود من حيني.فالطقس حارّ بصفة مهولة إلى حدّ أنّ حوت البحيرة مات من اشتداد الحرّ.أطالع حتّى الثّامنة ثمّ أنام حتّى الرّابعة .من الرّابعة إلى السّادسة والنّصف أعمل في مسرحيّة غربيّة سوف نهرّبها في “أدغال”(8) وفي الكفاءة(9). ثمّ أخرج للعشاء وقد أصادف الأحمر (10) وأصدقاءه من طلبة التّاريخ فأقف معهم لربع ساعة وأذهب إلى منزل صديقي عليّ(11) فنبقى معا حتّى العاشرة وأعود إلى المنزل وأعمل حتّى الواحدة بعد منتصف اللّيل.وهكذا دورة قارّة.

إنّها حياة كلبة هذه التي أعيش.

وأمّا الملحق(12) وأمّا “الصّباح”(13) وأمّا ‘المسيرة”(14) فقد طلّقتها جميعها من زمان.لقد أغثتْ نفسي أغثى الله نفوسَ أصحابها.

ثمّ أحضرت عددا من المقالات سأقدّمها إلى حسن حمادة ليعمل على نشرها في “الصّباح” لمّا يخرج الملحق.

بالنّسبة إلى التّسمية بزغوان فإنّي أعترض على ذلك  وقد أنجح وإذا تخلّى عنّا الحظّ والبسطون* فلن أسكن زغوان أعني سأغدو وأروح.وهكذا فقد قمت بعمليّة إحصائيّة لتكاليف السّنة فوجدت ذلك ممكنا.سيبقى التّعب الجسميّ لقد تعوّدت بذلك.

إنّك تنصحني بالهجرة .لكنّك – كعبد الرّحمن – تجهل ظروفي الحالية(15) .إنّي مطالب بالتّضحية ولا بدّ من أن أضحيّ ولو بسنة لهذا فإنّي سأعمل سنة وأوجّه همّي إلى جمع أكبر كمّيّة ممكنة منه( الهاء ربّما تعود على كلمة سها عنها وهي المال) وبعدها سأسافر.لا بدّ من عام عمل .هذه فكرتي القارّة.

أمّا الزّيلي(16) فإنّه ما اتّصل بي ولا رأيته رغم وجود ي الدّائم بالمنزل.لهذا فالمرغوب منكم أن تكاتبوني في : متى سافر …متى وصل إلى تونس…عنوانه حتّى أتّصل به.

بعد هذا يظهر أنّ عبد الرحمن أقنعك بضرورة العمل في باريس. إنّها  فكرة قديمة راودتني وما زلت أحنّ إلى العهد الذي انبثقتْ فيه. على كلّ ثمّة ظروف وثمّة ملابسات أعرفها ولا يريد عبد الرّحمن فهمها و إلى يوم ننتقل فيه من التّفرّج الكسول إلى العمل الفعّال و إلى  اليوم الذي نجد فيه الرّكيزة من جديد(17) لننطلق في ثورة عاصفة  ضدّ المسخ والعمالة والانتهازيّة ، و إلى ذلك أو هذا   يجب أن نبدأ بالاطمئنان على  من على عاتقنا نحوهم مسؤوليّة(18).

“كان لها عينانِ سوداوانِ وأنا رجل متعب أسهر باللّيل وأنام بالنّهار وأطالع كتبا قديمة مسوّسة عشّشت فيها العقارب ورتعت عليها الفئران.كان لها عينان سوداوان وأنا رجل متعب أنهكه الحشيش وأضرّت بجسمه المخدّرات والمسكرات…كان لها عينان سوداوان وكنت أبحث في ذاتي الممسوخة عن نقطة ارتكاز وأنا رجل لا يقدر حتّذى على الحبّ … “(19).

بين قوسين وصلت كمّيّة غريبة من الكتب العربيّة إلى   (    STD )    وهذا مدهش فعلا…ولكنّه المال أغنية العهر في بلادي وسوط الحقد والغضب والقهر(20).

هذا والسّلام

الهوامش :

1-تحريف كلمة” أدباء”لغاية الاستهزاء.

2- ابتعد حسين الواد عن الساحة الثّقافيّة بداية من سنة 1972 وتفرّغ للتّدريس والبحث الجامعيّ .

3- لم أعمل برأيه .فقد بقيت في الساحة الثقافيّة التّونسيّة حتّى سنة 2009  قبل أن أتفرّغ لمشروع الشّعر العالميّ. فألّفت عن الأدب التّونسيّ ثلاثة وثلاثين كتابا وكان نصيبي من مقالات الثّلب مائتين وعشرين مقالا ممضاة من أصحابها ولم أرفع قضيّة ضد أيّ منهم لإيماني بحرّيّة التّعبير.

4-  حسن حمادة : من أهمّ أعلام الصّحافة الثّقافيّة بتونس.كان أولّ من نشر لي مقالا .وذلك بجريدة “الصّباح” سنة 1967 . وقد فصل عن عمله بسبب نشاطه النّقابيّ.عملنا معا في جريدتي”الأيّام و”النّاس”.

5- هو الهادي العبيدي:  من أهم أعلام الصّحافة التّونسيّة .كان من جماعة “تحت السّور” ومن المدافعين عن المصلح الطّاهر الحدّاد .كان في تلك الفترة رئيس تحرير لجريدة”الصباح” .

6- لم أسمع بهذا المشروع .وهو إحداث ملحق ثقافيّ لجريدة “الصّباح” وأفهم من كلام حسين أنّ حسن حمادة كلّف بالإشراف عليه لكنّه  لم ير النّور.

7- يقصد المطعم الجامعيّ الذي يبقى مفتوحا في الصّيف للطلبة الذين يجرون الدّورة الثّانية من الامتحانات في أكتوبر /تشرين الأوّل وكذلك للمرسّمين في شهادة الكفاية في البحث.

8- لم أفهم هذه الجملة .فهل كان يقتبس مسرحيّة من مسرحيّة غربية ؟وماذا يعني بتهريبها؟ فهل هي ضدّ السّلطة؟ لم أسأله عن ذلك فيما بعد.

9- المقصود ب”الكفاءة” هو شهادة الكفاءة في البحث التي كانت معادلة للماجستير وتتضمّن تسميتها خطأ لغويّا. فالكفء في اللّغة العربيّة هو الندّ لا غير . لذلك ينبغي أن نقول “الكفاية “.والكفاية في اللّغة هي القدرة.

10-الأحمر صديق لي ولحسين من طلبة التّاريخ لم أره منذ تلك الفترة.

11- أكيد أنّي لقيته مع حسين . لكنّي نسيته تماما.

12- هو الملحق الثّقافيّ لجريدة “العمل” كان بوّابة  الأدب الحديث والمعاصر  في عهد الأستاذ صلاح الدّين بن حميدة ثمّ ما إن نقل إلى وكالة تونس إفريقيا للأنباء وعيّن مكانه مدير جديد حتّى أغلق أبواب الملحق في وجوه  المجدّدين وأحاط نفسه بالكلاسيكيّين.

13-هي جريدة” الصّباح”.كانت لها صفحة أدبيّة  أسبوعيّة يشرف عليها الهادي العبيدي ولا ينشر فيها إلاّ للكبار في السّنّ  وجلهم من التّقليديّين.

14- تعاملت معها مرّتين .في المرّة الأولى سنة 1970 وكان يشرف عليها الصّديق محمّد الطيب قيقة الذي مكّنني من إحداث ركن أسبوعيّ فيها ثمّ تآمروا عليه فأقالوه وبخروجه من الجريدة اختفى ركني فيها  . ثمّ تخصّصت طيلة سنة 1971 في ثلب حركة الطّليعة وثلبي أنا تخصيصا .ثم أقال صاحبها المشرف على صفحتها الثّقافيّة  وعيّنني مكانه. ففتحت فيها أنا وحسين الواد وحمّادي التّهامي الكار صفحة أدبيّة على غرار صفحة “التّجاوزات” التي كنّا أحدثناها في جريدة “الأيّام”وسمّيناها”بنائيّات” .لكن حسين وحمّادي لم يشاركا فيها بأيّ نصّ فانضمّ إليّ أحمد حاذق العرف .ولهذا قصّة سأرويها في مقال خاصّ.

15- كان حسين يشتكي دائما من ظروفه المادّية الصّعبة .لكنّي لم أسأله ولو مرّة عن أيّ تفاصيل لها صلة بتلك الظروف  اجتنابا  للتّطفّل على حياته  الخاصّة.

16-حمّادي الزّيلي : طالب من مدينة المنستير كان صديقا لعبد الرّحمن المراصي زارنا بباريس وبقي معنا فترة قصيرة قبل أن يعود إلى تونس وقد أرسلت معه إلى حسين مجموعة من الكتب الحديثة الصّدور عن الإنشائيّة. لكنّه تأخّر في تسليمه إيّاها .وقد لقيته مصادفة منذ سنوات قليلة بإحدى الحافلات في تونس فعرفني لكنّي لم أعرفه .

17-يقصد بالرّكيزة صحيفة أخرى تحلّ محلّ جريدة”الأيّام” التي منعت.

18- لا يقصد بالثّورة الثّورة بالمفهوم السّياسيّ .فلم يكن لنا أيّ انتماء سياسيّ بل الثّورة الفكريّة والعلميّة.أمّا قوله”الذين على عاتقنا مسؤوليّة العناية بهم “فيقصد بهم في ما يبدو  أفراد عائلته الذين كانوا ينتظرون نجاحه ليؤدّي واجبه نحوهم.

19- هذا مقطع من رواية كان يكتبها في تلك الفترة وقد قرأ عليّ  منها عدّة مقاطع أخرى.

20- STD  : هي الشّركة التّونسيّة للتّوزيع.. ويفهم من كلام حسين أنّ كتبا وفدت عليها من الشّرق لكتّاب كانت مؤلّفاتهم ممنوعة في تونس .لكنّه لضيق ذات اليد لم يقدر  على شراء أيّ كتاب منها.

أضيفت من قبل

admin

أنشر

  1. محمد بن رجب

    يوليو 14, 2018 at 3:00 م

    استاذ محمد صالح
    انك تنشر رسائل مهمة ..وان كانا في الاصل شخصية فانها بعد اكثر من خمسة واربعين عاما تكتسب البعد الادبي والاجتماعي ..وتتميز بالقراءة التاريخية لزمتها في اعقاب الطليعة الادبية المتميزة
    لقد تمتعت بالرسائل ..وتمتعت بتعاليقك عليها …
    وللعلم ان« اشياء»كثيرة في هذه الرسائل اعرفها عن بعد او عن كثب ..كما ان اسماء مهمة هي الان كنت على علاقة ودية بها مثل المرحوم حمادي التهامي الكار واحمد الحاذق العرف و عملت طويلا مع حسن حمادة وتحت امرة الهادي العبيدي …
    كن بخير فانت ذخر لهذا الوطن ..ومفيد للكل العرب .وها انك اضفت البعد العالمي بترجماتك الكثيرة ..واطلاعك الواسع على شعراء و سرديين ونقاد من كل انحاء العالم ..

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *