كُلُّ مَا فِي الغُرْفةِ أبْيضُ: سَتَائِرُ “الدّانْتيلْ”، الأرائِكُ الوَثيرَةُ، دَوْرقُ الشَّرابِ، مَلاءَاتُ السَّريرِ، جُدرَانُ الغرْفةِ، غِلافُ المنْضَدةِ، اللّوْحةُ أعْلى الجِدارِ… الشّمْعدَانَاتُ وشُموعُها الموقَدةُ بيْضاءُ، الفَوانيسُ وضَوْؤُهَا النّاعِسُ، فُسْتانُها أبْيضُ أيْضًا، ونهْداهَا بيْضاوانِ، أسْنَانُها اللُّؤْلُؤيّةُ أشَدُّ بيَاضًا، خَدّاهَا الأسِيلانِ، شَعْرُهَا المعْقودُ إلى الخلْفِ بهلاليْن أبْيضيْنِ… كلُّ شَيْءٍ أبْيَضُ تَقْريبًا، عَدَا السَّوادَ الذِي يُلطِّخُ قلْبهَا.


أٌحجِيةٌ : شعر: هالا الشّعّار- دمشق – سورية
خلفَ البابِ خلعتُ جلدي علّقتُ قلبي على المِشجبِ قرأتُ بضعَ آياتٍ حارساتٍ ثمّ استلقيتً قربَكَ سرعانَ ما تصلُ جثّتي في علبتِها الفاخرةِ إلى فراغِ اللاّشيءِ. هل نحنُ حقًّا آمنينَ في ثقبِنا الأسودِ معلّقانِ في زمنٍ موازٍ أيّتُها السّماءُ المغبرّةُ أيُّنا أقربُ إليكَ ذاكَ الجيّافُ أم فراشةٌ تنافسُ الرّيحَ على ملكيّةِ الرّحيقِ؟