
هالا الشّعّار
أور
يا مدينةَ النّور
ها هي أشيرةُ تُفردُ جدائلَها وتنظمُ الأرضَ أدعيةً
دعاءً يصلُ السّمرةَ بربوعِ الماءِ
سمرةُ تمخرُ عبابَ البحرِ
لتوزّعَ أورُ الحرفَ عطيّةَ نورٍ.
أورْ
وبعدَها يستوقدُ الفنيقُ شعلتَهُ الأولى
دليلاً لرُبّانٍ تائهٍ،
للهيولى تمخرُ نحوَ شواطئِ الحجرِ،
نحوَ مضائقِ عرائسِ البحرِ
حيثُ مِيدوسا تُطلقُ من جدائلِها الأفاعي
هناك استبدلتُ جسدي بجزيرةٍ،
أهديتُكَ ورعي وصوتي،
تركتُ عزيمتي تتعرّى،
تمارسُ أقصى جاذبيّتِها،
أزحتُ ستائرَ اللّغةِ عن فروضِ الجمالِ
وقبلتُ هذا القيدَ
استدرجتُ اللّغةُ إلى سرائري،
أنشدتُ هذه السّكناتِ الموهنةَ
وتحوّلتُ من الأمِّ النسّاجةِ
لسبيّةٍ
أنجبتِ الأبطالَ،
زرعتِ الحنطةَ،
حضّرتِ الخمورَ،
أسكرتُكَ بيدي
ومنحتُكَ أقفالَ أصفادي
فأغلقتَ عليَّ بقفلِ العويلِ والولادةِ
ابتدعتُ الغناءَ
تشظّيتُ أنا العبدةُ الحرّةُ
الذّليلةُ الجميلةُ
المخذولةُ المتّهَمةُ
بما لم أقدمْ عليهِ
من العقمِ.
أضيفت من قبل
admin
كتابة تعليق
كتابة تعليق
لا تعليقات حتى الآن