صحبيا الحاج سالم شاعرة تونسيّة مقيمة بباريس واسمها قليل التّداول في تونس .متخصّصة في العلوم القانونيّة  . زاولت دراستها بمالطة ثمّ بفرنسا.ومثلما يلوح من هذه القصيدة فهي تتمتّع بحساسية مرهفة.

21369646_131308350825057_6167521803843575337_n

صحْبِيّا الحاجْ سالِمْ

jeans-1401841_960_720

 

لم أَقُلْ “أُحِبُّكَ” مُنْذُ سِنينَ

لا أَسْتَطيعُ أَنْ أَفْعَلَ ذلِكَ ، فَأَنا خائِفةٌ جِدًّا

أُحاوِلُ أَنْ أُهْمِلَ هذِهِ اللاّزِمَةَ

وَأَهْمِسُ في نَفْسي : “نَحْنُ كائِناتٌ كاذِبَةٌ”.

شَراهَةُ اليَأْسِ الذي لا يُفارِقُنا ،

زَهْرَةٌ يابِسَةٌ في كِتابٍ مُهْمَلٍ…

شَراشِفُ بَيْضاءُ ، عَرْبَدَ بِها السّوسُ

وَأَنْجَبَ مِنْها سوادًا ، نَحْتاجُهُ حِداداً عَلى الوَقْتِ،

الذي رَكَلَنا بِعِنايَةٍ ، ثُمَّ رَحَلَ بِدونِ عَوْدَةٍ…

بِطاقَةُ مُعايَدَةٍ،  تَنامُ في دُرْجٍ مَكْسورٍ

كُتِبَ عَلى ظَهْرِها :

“كونوا سُعَداءَ”

نَحْن ُ

كُلُّ هذا الشَّغَفِ الوَعِرِ الذي يُقاوِمُ ثُمَّ يَزولُ…

أُحَرِّرُ الأَفْكارَ وَأَتْرُكُها تَنْصُتُ إليَّ

أَبْتَسِمُ في وُجوهِ المارَّةِ،

أَنْبُتُ شُجَيْرَةَ تينٍ عَلى حَوافِّ سُرْعَتِهِمْ ،

وَ أُتَمْتِمُ :

“تُرَوِّعُني هَرْوَلَتُكُمْ، بَيْنَما الحُلْمُ يَتَخَمَّرُ في البُطْءِ”

أَتْرُكُ مَقْعَدي لِمُسِنٍّ في القِطارِ

قَدْ أَبْكيهِ سِرّاً فَهُوَ وَحيدٌ 

وَقَدْ يَكونُ جائِعاً لِعِطْرٍ تَبَخَّرَ في الغِيابِ…

 أَعْتَني بِالعُشْبِ وَ بِالأَرْضِ،

بِكُلِّ تِلْكَ الكائِناتِ الحَنونَةِ

 وَأُقَبِّلُ عُيونَهُمْ كُلَّ صَباحٍ،

فَالبَصيرَةُ يَطيبُ عَيْشُها في خُضْرَةِ القُبَلِ…

 أَخْلُقُ الكَثيرَ مِنَ التَّفاصيلِ، كَيْ لا أَرى أَبْوابَ العالَمِ الخَرِبَةَ

 وَلكِنّي لا أَسْتَطيعُ أَنْ أُديرَ مِفْتاحَ الشَّجاعَةِ لِأَقولَ : “أُحِبُّكَ”

 لَمْ أَسْقُطْ في دَوْرَةِ هذِهِ الكَلِمَةِ مُنْذُ سِنينَ

 سَأَتْعَبُ وَ يُغْمى عَلَيَّ إِنْ تَجاهَلْتُ ذلِكَ ،

وَ كَأَنْ لا أَحَدَ يولَدُ وَ يَموتُ مَعِي في هذا العالَمِ

 لا أَحَدَ يَبْكي وَ يَضْحَكُ مَعِيَ في نَفْسِ الوَقْتِ

 لا أَحَدَ يَتَوَدَّدُ لِوَشْوَشَةِ طَريقِ  القَلْبِ…

 ! ياه ْ

 أَنا مُنْتَبِهَةٌ لِكُلِّ هذا الخَوْفِ كَتِلْكَ السّاعَةِ الرَّقّاصِيَّةِ

أَرْتَجِفُ في صَوْتي وَ أَتَجَنَّبُ النِّهايَةَ المُصَغَّرَةَ

كُلُّ الذي أَشْعُرُ بِهِ ، مُكَرَّسٌ تَماماً لِلدِّقَّةِ وَ الرَّمادِ

 كُلُّ الذينَ يُحيطونَ بي ،

 يَقِفونَ عِنْدَ كُشْكِ السَّجائِرِ،

يَنْصُتونَ إِلَيَّ وَ يَحْتَرِقونَ

إِنَّهُمْ مِثْلي يَتَجَوَّلونَ في تلك الحَرْبِ اليَوْمِيَّةِ:

 “لا أَسْتَطيعُ أَنْ أَقولَ : أُحِبُّكُ”.

 

 

 

أضيفت من قبل

admin

أنشر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *