باتريسيا لارنكو

لنناضلْ ضدَّ عالَمٍ متحرّكٍ

يخلطُ الأوراقَ دونَ توقّفٍ ،

ضدّ عالمٍ لا ثباتَ له

منتصبٍ على خيطِ الزّمنِ المتطايرِ.

أليسَ هذا هو قدرَ الوجودِ؟

**

لا بدَّ من التشبّثِ، من الإصرارِ، من المداومةِ،

من الثّباتِ،

من البقاء،

مهما يكنِ الثّمنُ الذي يتعيّنُ دفعُهُ.

لا بدَّ من الاهتداءِ إلى وسيلةٍ تمكّنُ من الاندفاعِ مجدّدً.ا

هل ثمّةَ استبسالٌ أشدُّ عنادًا من هذا؟

**

لنرهقْ أنفسَنا لكنْ

مع الرّد المراوغِ

على نحوِ ما كانَ يفعلُ الإلهُ بْرُوتي*

وهو تمشٍّ لا يهدأُ

إزاء قبضةِ العدمِ المُحكَمةِ

…

كواكبُ ، أحجارٌ، مياهٌ،أشجارٌ أو أجسادٌ،

مكوّناتُ الكونِ

تحملُ كلُّها ، في ما يلاحظُ ، سواءٌ بسواءٍ

تلكَ الإرادةَ العنيدةَ نفسَها،

إرادةَ المثابرةِ

التي لا حظها سبينوزا بكلِّ دقّةٍ

في  ومضةٍ عبقريّةٍ خالصةٍ.

“إن وجودَ الوجودِ هو المثابرةُ في وجودِهِ”( سبينوزا)