بؤرٌ تتشكّلُ في رأسِهِ
رمَى بحَصَاةٍ في البَحْرِ
فتَشَكّلَتْ أمَامهُ بُؤرٌ شَتّى.
رمَى بحَصَاةٍ ثانِيةٍ في الجِهةِ المقَابِلةِ،
فتَشَكّلتْ بؤرٌ أخْرَى،
انْتشَتْ أصَابِعهُ شوْقًا،
فرَمَى بحَصَاةٍ ثالِثةٍ، فرَابعةٍ، فخَامِسةٍ…
حتّى اشْتَعلَتْ عيْناهُ شيْبًا،
حتّى لمْ يِجدْ منَ الحصَى مَا يكْفِي،
فتَنَهّدَ:
أكُلّمَا بحَثْتُ عَنّي في بؤْرةٍ، وجَدْتُني في بؤْرةٍ أخْرَى؟!،
… ومَضَى باحِثًا عنِ الحصَى لكيْ يَجدَ نفْسَهُ.
علَى تَلّةٍ يُشعلُ ذكْراهُ
علَى تَلّةٍ جَلسَ
وأشْعَلَ أعْوَادَ ثِقَابٍ،
فانْقشَعَتْ غيْبَتُهُ،
واشْتَعلَتْ، ألمًا، ذِكْراهُ…
كفْكَفَ دَمْعَهُ،
وتَحسَّسَ جَيْبَهُ،
فلَمْ يَجِدِ المفْتَاحَ؟
والبيْتَ؟
والطّريقَ إليْهِ؟…
تَذكّرَ بَعْدَ فَواتِ الأَوانِ
أنَّهُ أضْحَى بِلاَ وَطنٍ،
بِلاَ بيْتٍ، بلاَ أهْلٍ،
بِلاَ أصْدِقاءٍ…
ظلَّ جَالسًا على تَلَّةِ” زَفْرَةُ العَرَبيِّ الأَخيرَةُ”
يَهُشُّ ذُبابَ مَاضِيهِ،
يُطفِأُ ذكْراهُ،
ويَلْعَنُ سنةَ 1492.م
تِلْكَ السَّنةَ بالذَّاتِ.
أضيفت من قبل
admin
كتابة تعليق
كتابة تعليق
لا تعليقات حتى الآن