24133790_146739606086528_1974231569_n

 

على رتمِ الموجِ جيئةً وذهاباً ،

جثّةُ السّمكةِ النّافقةِ

وجثمانُ المهاجرِ الصّغيرِ

“تعالَ إليَّ أيّها البحرُ

تعالَ من موجِكَ

من حضنِ أمّنا الغافيةِ

من موتِنا الوافرِ

علّنا نَشيخُ فوقَ رخامِ الوقتِ

كطفلٍ عصفورٍ منكّسِ،

كبَتَلاتِ بلدٍ

كان يغزلُ الشّتاءَ غربالاً لأرواحِنا

كانَ ينقّبُ الوقتَ لإطعامِنا

لإيواءِ طفلٍ حاولَ أن يسافرَ

فاصطادَهُ الموجُ

قمْ يا صغيري

قمِ اجمعْ صمتَكَ كلَّهُ

قمِ ارمِهِ قنبلةً نفيراً

قمْ يا حبيبي

قمْ إلى غرقِكَ

أو إلى حريقِكَ

أو إلى المشنقةِ

يا ولدي أيّتُها الجثّةُ الطّافيةُ

أنتَ جثمانُ لغةٍ عاجزةٍ

لبلدٍ ذهبَ خلفَ غوايةٍ

عادَ منها أخرسَ وبمقبرةٍ

عادَ هباءً موجاً زبدًا

أضاعَ الصّيرورةَ الأبدِ

متنقّلاً بينَ انفجاراتِ التّردّدِ

على حيازةِ التّشرّدِ والجفافِ

على مسيرةِ الخلافِ والاختلافِ

أنا أبداً لا أبكيكَ

أنا أبكي انهزامي فيكَ

أبكي كفّيَ العجوزَ

أبكي احتراقَ سنبلةٍ

كانتْ تُطعمً الضّفافَ ندًى

فبدّلتْها تحوّلاتٌ ومرحلةٌ”

“أيها الصّغيرُ القادمُ من الأشياءِ

الذّاهبُ إلى العدمِ

خذْ في طريقِكَ رسالةً إلى السّماءِ:

  •  “ربّي لماذا يفيقُ كلُّ هذا الموتِ

دفعةً واحدةً في كبدِ المدينةْ؟

ربّي لِمَ لَمْ تشفعْ للصّغيرِ آلافُ الجباهِ

المرابطةِ ليلاً نهاراً في السّجودِ؟

إلى أينَ تذهبُ روحُهُ

ومِسبحةُ أمِّهِ الغرقى

تسألُكَ أن تحميَهُ وأن يعودَ؟

 

 

أضيفت من قبل

admin

أنشر

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *