كانَ يجوبُ القاعةَ الملكيّةَ، حائراً،آمراً بفتحِ الأبوابِ والنّوافذِ. جلسَ على الأريكةِ يفكّرُ والجواري الحِسانُ بينَ يديهِ. لكنّهُ ما زالَ يشمُّ رائحةً كريهةً في القصرِ. توالتْ عمليّاتُ التّنظيفِ والتّلميعِ ورشِّ العطورِ وإزالةِ كلِّ ما يثيرُ الشُّبهةَ. ولكنْ دونَ جدوى. حينَ نفدَ صبرُ الملكِ،دعا مجلسَهُ للانعقادِ والتّشاورِ. كلٌّ أدلى بدلوِهِ محاولاً التّبريرَ أو التّكهّنَ بمصدرِ الرّائحةِ. أثارَ صمتُ الحكيمِ حفيظةَ الملكِ. فأمرَهُ بالكلامِ. رفعَ الحكيمُ سبّابتَهُ بهدوءٍ مشيراً إلى رداءِ الملكِ ثمَّ قالَ: “إنّها البِطانةُ يا مولايَ!!“.
أضيفت من قبل
admin
كتابة تعليق
كتابة تعليق
لا تعليقات حتى الآن